الأستاذ حسن ساباز: تركيا بين حبل أمريكا وهاوية البئر

يسلط الأستاذ حسن ساباز الضوء على تركيا التي راهنت على واشنطن في ملفات سوريا وPKK، حيث تجد نفسها اليوم أمام عجز دبلوماسي يتعمق مع تغيّر الموقف الأمريكي.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
منذ سنوات تسير تركيا في مسار سياسي يُقدَّم تحت عنوان "تركيا بلا إرهاب"، يقوم في جوهره على دفع حزب العمال الكردستاني إلى التخلي عن السلاح
ورغم أن الحكومة تصرّ على أنه "لا تفاوض"، إلا أن الوقائع والتصريحات تكشف بوضوح عن وجود مفاوضات شاملة جرت وما زالت تجري.
تصريحات أوجلان عن "حلّ التنظيم"، وما تبعها من مؤتمرات ولجان، توحي بأنها ثمرة لهذه المفاوضات.
أما الخطوات المتخذة تجاه قنديل وداخل تركيا فتعكس أن المسار يسير وفق الاتجاه المرسوم، لكن في شمال سوريا، حيث يسيطر حزب العمال الكردستاني، يجري مسار مختلف: فتركيا هناك لا تخاطب الحزب مباشرة، بل أمريكا، وهو ما يبعدها أكثر فأكثر عن أهدافها المعلنة.
في الواقع، باتت تركيا أسيرة عجز دبلوماسي كبير بعدما وجدت نفسها غير قادرة على الوفاء بوعودها حول سوريا.
ففي الوقت الذي خفت فيه الأمل بسقوط الأسد، ورفض فيه النظام أي تواصل مع أنقرة، كانت التحولات الإقليمية تتسارع بفعل الحروب والصراعات: روسيا انشغلت بالحرب الأوكرانية، لبنان وإيران استنزفهما العدوان الإسرائيلي، فوجد نظام البعث نفسه وحيدًا، وقد تراجع إلى حد أنه بالكاد يصمد في مواجهة المعارضة المحاصَرة في إدلب، وهو مشهد سبق أن تكرر قبل سنوات حين ضاق الخناق على النظام في دمشق، لولا تدخل روسيا الذي أنقذه وأعاد إليه بعض القوة.
سقوط النظام ورحيل الأسد عن البلاد فتح مرحلة جديدة، حين دخلت قوات المعارضة إلى دمشق من إدلب وأقامت سلطة بديلة، في هذه اللحظة برزت تركيا بوصفها اللاعب الأبرز؛ إذ ظهر وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات التركية في لقاءات ودّية مع أحمد الشرع في دمشق.
حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أدلى بتصريحات لافتة أشاد فيها بتركيا قائلاً:
"الفائز في سوريا كانت تركيا، الثوار كانوا تحت قيادتها، هذا حلم تركي عمره ألف عام، وقد حققه أردوغان."
وبغض النظر إن كان أردوغان تأثر بهذه الكلمات أم لا، فإنه أطلق تصريحات قوية:
"كل اعتداء يستهدف حرية الشعب السوري، أو استقرار إدارة سوريا الجديدة، أو وحدة أراضيها التاريخية، سيجدنا إلى جانب الشعب السوري."
لكن حين بدأ الكيان الصهيوني عدوانه بقصف المنشآت العسكرية السورية ومن ثم بالاحتلال، لم يجد في مواجهته تركيا، ولا أي طرف آخر.
وعندما تمرّد الدروز، الذين عاشوا مطمئنين إلى جانب النظام وشاركوا في جرائمه، وأعلنوا بوضوح تعاونهم مع الكيان المحتل ورفضهم الاعتراف بالسلطة الجديدة، لم تتحرك تركيا أيضًا.
فقد آثرت أنقرة معالجة ملفات الكيان المحتل وحزب العمال الكردستاني عبر واشنطن.
واعتمدت على مواقف ترامب السابقة، معتقدة أنه سيتخلى عن الحزب كما فعل من قبل.
بل إن المبعوث الأمريكي الخاص، توم باراك، أطلق تصريحات عززت آمال أنقرة قبل شهرين فقط حين قال:
"تركيا تستحق مكانتها في الشرق الأوسط، وقوات سوريا الديمقراطية يجب أن تُدمج عسكريًا وسياسيًا في سوريا الجديدة."
حتى عندما قصفت إسرائيل القاعدة العسكرية التي كانت تركيا تفكر بجعلها موطئ قدم لها في سوريا، لم تحرك أنقرة ساكنًا، واكتفت بالرهان على الموقف الأمريكي.
غير أن لهجة واشنطن بدأت تتغير.
وبالتزامن مع إعلان تركيا تهديداتها بعبارة "السيف يخرج من غمده"، قال باراك:
"صحيح أن الولايات المتحدة أعلنت حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، لكن هناك تنظيم آخر لا علاقة له به: قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب، هؤلاء كانوا حلفاءنا في الحرب ضد داعش."
هكذا عادت أمريكا إلى المربع الأول في ملف حزب العمال.
ويبقى السؤال: بعدما نزلت تركيا إلى البئر بحبل أمريكا، فكيف لها أن تخرج منه؟. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ سعد ياسين أن إرادة المقاومة والاستشهاد في سبيل الله أقوى من أي تهديد، وأن غزة ستظل منبعًا للمجاهدين والحق، حيث يُستبدل كل شهيد بآلاف يواصلون النضال حتى النصر.
يؤكد الأستاذ كوكطاش أن الأمن والاستقرار في تركيا يجب أن يكون على الطاولة، أما الكمالية فتبقى في القائمة لأنها لم تعد توحّد بل تفرّق البلاد.
كتب الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية مقالاً حول الشهيد الطبيب خالد علي حفني (هيثم المصري ) في محافظة سوهاج بصعيد مصر، ما يلي: